الأحد، 8 أبريل 2012

نظام تعليم جديد في تركيا

وسيمة بن صالح - إسطنبول

تطوي حكومة العدالة و التنمية التركية صفحة التعليم لمرحلة واحدة من ثمانية أعوام، التي أقرها مجلس الأمن القومي في 28 شباط عام 1997 بعد انقلاب الجيش على السلطة السياسة، لتبدأ صفحة نظام جديد يتكون من ثلاث مراحل كل منها من أربع سنوات. و أبرز التغييرات التي تطبع النظام الجديد هو إدراج تعليم القرآن الكريم و السيرة النبوية الشريفة ضمن المواد الإختيارية للمنهج الدراسي لطلاب المرحلتين المتوسطة و الثانوية.
و بهذا ستعود مدارس الإمام خطيب الدينية لفتح مراحلها المتوسطة من جديد بعد أن أغلقت بسبب نفس القرار المذكور سابقا. كما سيكون باستطاعة التلميذ التركي اعتبارا من نهاية المرحلة الأولى التوجه نحو التعليم التخصصي، الأمر الذي لا يسمح به النظام الحالي.

يقول البروفيسور أستون إرغودير، مدير فريق ما يعرف ''بمبادرة إصلاح التعليم '' التركية التابعة لجامعة سابانجي التركية العلمانية، أن نتائج دراسة قاموا بها بخصوص النظام الجديد، تشير إلى أن هذا الأخير سيؤثر سلبيا على تعليم الأطفال و تنمية قدراتهم.
و فيما يتعلق بإدراج المواد الدينية ضمن المنهج الدراسي، يفيد البروفيسور إرغودير أن هذا الأمر سيخلق نوعا من التفرقة ما بين الطلاب، و سيعرض الطالب للضغط من قبل المدرسين، الأسرة و أقرانه. و بالتالي و حسب تعليقه، فالحل لتخطي هذا العائق هو أن يصبح التعليم الديني حسب الرغبة و ليس إختياريا، أي أنه يقترح أن تضطلع الأسرة بمهمة التعليم الديني حسب رغبة أطفالها، لأن المدرسة كما قال '' يجب أن يبذل فيها الجهد لتنمية الأطفال بشكل متوازن.''

و ترى الكاتبة الصحفية في النسخة الإنجليزية لجريدة زمان التركية نيكول بوبي، أن تبني هذا القانون الجديد يرسل إشارة واضحة بأن '' الحكومة التركية الآن قوية بما فيه الكفاية لتمرير قانون في البرلمان في وقت قصير، مع الحد الأدنى من الإستشارة مع المجتمع المدني و أحزاب المعارضة ''.
و تقول أن الطريقة التي تم من خلالها قبول مشروع الإصلاح، تخلق انطباعا بأن أهمية هذا القانون بالنسبة لحكومة أردوغان يكمن في رغبة حزب العدالة و التنمية بتصفية الحسابات مع المؤسسة العلمانية أكثر من الأخذ بعين الإعتبار احتياجات أطفال تركيا و الدولة نفسها، حسب ما كتبت.
مضيفة أنه كان على الحكومة التركية بدل سن هذا الإصلاح، التركيز على تحسين نوعية التعليم في تركيا و الذي برأيها أقل بكثير من التعليم حسب المعايير الدولية. و عليه '' كان على الحكومة التركية ضمان امتلاكها لما يكفي من الموارد قبل الشروع في إصلاح جذري هكذا، حسب رأيها.

كان الحزب الجمهوري العلماني قد فرض عام 1932 رفع الآذان باللغة التركية، حتى عام 1950 عندما أعلن رئيس الوزراء التركي آنذاك عدنان مندريس بأن الآذان سيعود للغة العربية، و يقال أن الإنقلاب العسكري عام 1960 و إعدام عدنان مندريس كان بسبب قراره هذا.
و من خلال حساب تويتر الخاص به، أفاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أنه '' كما وجد الآذان باللغة العربية مكانه داخل عقول الأتراك، سيجد النظام الجديد للتعليم نفس المكان أيضا''. كما كتب أنه و كما أعيدت للآذان باللغة العربية حرمته، '' سيعاد لتعليم القرآن الكريم حرمته كذلك.''
 و أشار في نفس الحساب إلى أن هناك أطرافا لم يسمها، تحاول تضليل الشعب التركي، مؤكدا أنه حكومته لن تسمح بذلك. و كتب '' إنهم يريدون إدارة المدارس الإبتدائية و المتوسطة '' بعقلية القشلة '' و لو سنحت لهم الفرصة لأجبروا طلاب الجامعات على ارتداء البذلة العسكرية ''.

و أكد أردوغان أن حكومته تسعى من خلال إصلاح نظام التعليم لجعل تركيا ضمن قائمة أكبر 10 دول في العالم بحلول عام  2023 الذي يصادف حلول الذكرى 100 لتأسيس الجمهورية التركية.

و أظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) أن الشباب الأتراك الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 26 سنة، مازالوا إلى حد كبير ينظرون فقط للداخل التركي،و قد زار واحد من أصل 10 فقط دولة أجنبية، فيما يتحدث 41% فقط منهم لغة أجنبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق