وسيمة بن صالح - تركيا
أشارت نتائج التحقيقات الأولية في جريمة اغتيال رجل
الأعمال التركي الشركسي ميدات أونلو بمكتبه بأنقرة مساء يوم الأربعاء 22 مايو/أيار 2013 إلى أن الرأس المدبر للعملية من أصل شيشاني
يحمل الجنسية الروسية، في حين يحمل القاتل الجنسية التركية. حسب ما تداولته وسائل
الإعلام التركية. و كان أونلو شخصية مشهورة بالعمل مع
الشيشانيين في الخارج، و قنصلا شرفيا لجمهورية إشكيريا الشيشانية غير المعترف بها
دوليا.
و حسب موقع جريدة '' يني شفق '' التركية، فإن العملية
المشتركة لفرق مكافحة الإرهاب بإسطنبول و أنقرة أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص
اعترفوا بدورهم في تنفيذ عملية الإغتيال من بينهم السائق الذي قاد القاتل لمكان
الجريمة. فيما فر الرأس المدبر للعملية و الذي قدمه موقع الجريدة بإسم ''
روسلان.أ'' إلى روسيا. و حسب الخبر فإن السلطات التركية المختصة قد أرسلت طلبا
للسلطات الروسية لتسليمها المتهم. كما يرتقب أن يصدر الأنتربول مذكرة حمراء في حقه
خلال الأيام القليلة المقبلة. و ذكر الموقع الإخباري نفسه أن القاتل مواطن تركي
يدعى '' مراد آلوتش''، من ذوي السوابق، حيث اعتقله الأمن التركي عام 2007 بتهمة
الإنتماء لمجموعة متخصصة في الجريمة المنظمة و سجن لمدة سنتين. و تم التأكد من
هويته بفضل تسجيل كاميرا المراقبة لمحيط مكتب أونلو. كما أفاد شهود عيان للأمن
التركي بأن المتهم كان على صلة بمؤيدي رئيس الجمهورية الشيشانية المناصر لموسكو
رمضان قديروف. و توصل المحققون إلى أدلة تربط هذه الجريمة بتلك التي تم خلالها
اغتيال ثلاث شخصيات شيشانية في شوارع إسطنبول عام 2011، إذا اكتشفوا أن السيارات
المستعملة في كلا العمليتين تم تأجيرها من نفس الشركة، لكنهم استبعدوا وجود صلة
لصاحب الشركة بعمليات الإغتيال. و حسب المصادر الأمنية التركية، فإنههم حددوا
مكان قد تم تحديد تواجد القاتل، أن
اعتقاله هو مسألة وقت فقط.
و اتهمت عائلة
أونلو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و مناصره الشيشاني رمضان قديروف باغتياله،
لأنه كان يشكل تهديدا لهما لشعبيته الكبيرة في صفوف المناصرين للقضية الشيشانية
بتركيا و خارجها. و أفادت أرملته ليلى إيسار أونلو أن زوجها اتهم الرئيس الشيشاني قديروف بالوقوف وراء تفجيرات بوسطن و إلصاق صفة
الإرهاب بالشعب الشيشاني، من خلال برنامج تلفزيوني على قناة ''A
خبر'' التركية. كما أنه و قبل أسبوعين من اغتياله، نجح في بث وثائقي من إعداده
يحكي حياة الزعيم الشيشاني الراحل جوهر دوداييف على قناة '' 24 '' التركية. لكنها أشارت لثقة عائلتها بجدية الجهود التي تقوم بها السلطات التركية من
أجل الإيقاع بكل المتورطين في هذه الجريمة '' زوجي كان مواطنا تركيا، و إذا لم
تنصفه دولته، فمن سيقوم بذلك؟'' تختم حديثها متسائلة.
من جهته، ربط مراد أوزار رئيس منظمة
مكان دار بإسطنبول - و التي تعنى بشؤون اللاجئين من شمال القوقاز -جميع عمليات
الإغتيال السابقة و الحالية في تركيا، بالمخابرات الروسية و مناصري الرئيس
الشيشاني قديروف.
و أفاد
أنه بتاريخ 13 مارس / آذار 2009، تقدم
المدعي العام بمحكمة الدرجة الأولى بباريس بطلب رسمي
للسلطات التركية المختصة، لتقديم المساعدة و إرسال معلومات تتعلق بعمليات الإغتيال
التي تعرض لها معارضون شيشانيون للرئيس قديروف بتركيا. و حسب تلك الوثائق فإن
المدعي العام بباريس توصل بتقارير من المخابرات الفرنسية حول فريق اغتيالات مكون
من ثلاثة أشخاص موالين لقديروف، دخلو الأراضي الفرنسية للقيام بعمليات اغتيالات.
كما أن الوثائق تشير إلى أن المخابرات الفرنسية تمكنت من الحصول على قائمة من
إعداد الرئيس الشيشاني قديروف، تتضمن إسم 400 شخصية معارضة له بغرض تصفيتها.
كما أفاد بأن عملية اغتيال أونلو، يمكن أن تكون بداية
لحملة اغتيالات ضد كل من يعارض إقامة أولمبياد سوتشي الشتوي في شهر يناير/ كانون الثاني العام المقبل. و حسب
ما أشار إليه فإن الرئيس الروسين بوتين سبق و هدد '' بإسكات أي صوت يرتفع لمنع
تنظيم هذه الفعالية ''. و تأتي أهمية هذا
الحدث وفق ما شرحه أوزار إلى أنه يعرف معارضة ليس فقط من قبل الشيشانيين بل أيضا
الشركس، الداغستانيين و الدياسبورا في كل أنحاء العام. '' لأنهم يعتبرون تنظيمه
إهانة لمشاعر الشركس، الذين تعرضوا لمجازر في تلك المدينة، إبان الحرب مع روسيا''
حسب تعبيره.
و تم العثور على أونلو من قبل
أخيه مقتولا بمكتبه في أحد المناطق المركزية بمدينة أنقرة، بعد أن أصاب القلق
زوجته لعدم وصوله للمنزل في وقته المعهود. و تلقى الضحية ثلاث رصاصات في البطن،
الذراع و الرأس. و رغم أنه أول مواطن تركي يتعرض لعملية اغتيال لها علاقة بالنضال
في القضية الشيشانية، فإن مقتله يرفع عدد الضحايا إلى 7، حيث سبق و اغتيلت 6
شخصيات شيشانية منذ عام 2008 بمدينة إسطنبول.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق